الجمعة، 10 أغسطس 2012



كنت أشعر بأن الوحدة رفقة جيدة وأنه كلما كثرت الحوائط من حولي كلما نعمت بالسكينة أكثر وأن الحياة ستكون رائعة لو  انقرض الصنف البشري منها ما عداي طبعاً وكنت أظن بأن كل ما ينقصني هو مخالطة نفسي التي أشعر بأني مقصرة معها بعض الشيء فهي شخصٌ صالح وتستحق أن أبذل مجهوداً أكثر معها !

عندما تحققت أمنيتي وانتقلت إلى جوار نفسي وعشت بحميمية وسعادة مفرطة معها فجأة وجدتها بدأت تمرض ! بدأت تعاني من هستيريا بشعة ، بدأت تقفز وترقص وتصفّر ، تتحدث مع المرآة ثم تضحك بوقاحة ثم تكشّر فجأة وتذهب إلى سريرها وتجهش بالبكاء على صدر وسادتها الحنون ثم تسكت فجأة على نحوٍ مريب ، ثم تغادر سريرها وهي تشتمه وتبصق عليه ثم تمشي بطريقة مظحكة إلى المطبخ وتقوم بإعداد توست حشرته بالنوتيلا وتدّسه في فمها وتتغنّج خلال ذلك ثم ترسل قبلة إلى السماء وتبتسم بامتنان وتقول : شكراً على الطعام ! ثم تنبطح على البلاط البارد لتحتظنه ويناما سويّاً !

لم تعد نفسي التي أعرفها ، أصبحت فضيعة لا تُطاق ولا أرغب بالتسكّع معها بعد الآن ولكن كيف السبيل إلى ذلك وهي تشاطرني كل شيء حتى هوائي في رئتاي وتتنهد دائماً دون موافقتي ، أنا آسفه لقد بدأت أكرهها وسأتخلى عنها عندما أكتشف بأن الأرض مأهولة بالسكّان وأقابل شخصاً ما ينتشلني من الجحيم ، هذا وعد! 

ليست هناك تعليقات:

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة