الجمعة، 10 أغسطس 2012



كنت أشعر بأن الوحدة رفقة جيدة وأنه كلما كثرت الحوائط من حولي كلما نعمت بالسكينة أكثر وأن الحياة ستكون رائعة لو  انقرض الصنف البشري منها ما عداي طبعاً وكنت أظن بأن كل ما ينقصني هو مخالطة نفسي التي أشعر بأني مقصرة معها بعض الشيء فهي شخصٌ صالح وتستحق أن أبذل مجهوداً أكثر معها !

عندما تحققت أمنيتي وانتقلت إلى جوار نفسي وعشت بحميمية وسعادة مفرطة معها فجأة وجدتها بدأت تمرض ! بدأت تعاني من هستيريا بشعة ، بدأت تقفز وترقص وتصفّر ، تتحدث مع المرآة ثم تضحك بوقاحة ثم تكشّر فجأة وتذهب إلى سريرها وتجهش بالبكاء على صدر وسادتها الحنون ثم تسكت فجأة على نحوٍ مريب ، ثم تغادر سريرها وهي تشتمه وتبصق عليه ثم تمشي بطريقة مظحكة إلى المطبخ وتقوم بإعداد توست حشرته بالنوتيلا وتدّسه في فمها وتتغنّج خلال ذلك ثم ترسل قبلة إلى السماء وتبتسم بامتنان وتقول : شكراً على الطعام ! ثم تنبطح على البلاط البارد لتحتظنه ويناما سويّاً !

لم تعد نفسي التي أعرفها ، أصبحت فضيعة لا تُطاق ولا أرغب بالتسكّع معها بعد الآن ولكن كيف السبيل إلى ذلك وهي تشاطرني كل شيء حتى هوائي في رئتاي وتتنهد دائماً دون موافقتي ، أنا آسفه لقد بدأت أكرهها وسأتخلى عنها عندما أكتشف بأن الأرض مأهولة بالسكّان وأقابل شخصاً ما ينتشلني من الجحيم ، هذا وعد! 

الثلاثاء، 6 مارس 2012

في الوقت الذي خبطت فيه على الأرض بمحض إرادتي وتركت حقيبتي تحلق عدة أشبار الى البعيد وتتناثر منها خردواتي أدركت بشدة أن الحرم الجامعي أبغض مما أتصور وأن هذه الفتاة الماثله أمامي ترمقني بعينيها الجاحظتين ليست ما ينقصني خاصةً عندما ثارت فجأة وزعمت بأني ألتقط لها بعض الصور من حيث لا تدري وأنا في الحقيقة لا أذكر أن ناظريها زاغت عني ولو لثانيةٍ واحدة وكأنها تخشى بأن يرى العالم شباصتها الكبيرة جداً والتي ربما انتزعتها من أحد المتاحف التاريخية ،لوهله شعرت بأن يدها تكاد أن تحط على أخمص رأسي وتنتزع شعيراتي البائسه ، حاولت أن أستجديها أن لا تعاملني كفتاةٍ سيئة وشرحت لها بناءً على عدة أسئلة تحذلقت عليّ بها أن من عادتي أن أحكّ ذقني بهاتفي المحمول عندما أغرق في تأمل الكون من حولي وأن جلستي التي انكمشت فيها على نفسي ليست غريبة الى هذا الحد الذي استهجنته هيَ وأخبرتها أن افتراشي للأرض الصلبة والمعشوشبة بالحشرات راجعٌ لشعوري بالانتماء إليها ولا حاجة لأن أثبت رُقيّي بجلوسي المتمدن على الكرسي الصدِء ووضع ساق فوق الأخرى وأن وسواسها القهري وخوفها من أن تجد صورتها الفاتنة على الشبكة العنكبوتية معنونة ب : فضيحة فلانه بنت علّان الجميلة ذات الشباصة الضخمه !لابد أن تراجع الطبيب بشأنه لعله يقنعها بأن العالم بأسره لا يدور حولها ويتربص بها وأنه في الواقع يعضّ ثوبه هرباً من فظاظتها ،وأنها لو كانت ضجرة جداً وتحاول خلق شجار معي فأنا أستسلم منذ البداية فلست على أهبة للدخول في فوضى الكلام الذي يستنزف عافيتي مني وأنه لن يحدث وأن تحظى بإلتقاطة لها مني حتى ولو توسلت لي بذلك ، دحجتها بنظرة ملؤها شفقة ومضيت وحاجباي قد تجاوزت مستوى رأسي الى الأعلى من فرط الذهول .

الخميس، 7 أبريل 2011



إعلم يا رعاك الله أن وحدتي وجهادي والغصة في حلقي لا تمتّ لشيء منك بصلة لا من قريب ولا من بعيد وأن وضعي المريب هذا لم يبدو كما لو انتابني مؤخراً من أجلك ولا أجَلَ لك لأنك ميت بالفعل بداخلي منذ أمد طويل ولم تخلّف ورائك أي شيء يدعو لتنهيدة . قد كنت أغضب من أدنى ما قد يصدر منك وكنت قد خصصت مساحة فائضة في عقلي لك لتلملم فيها حاجياتك وتوافهك حتى تلك التي تغيظني منك وأنا عندما أحاول إزاحة شيء منها تعود أكبر إغاظة وإضجارا, إن أفحش حماقة ارتكبتها لا تعدو كونها اللجوء إليك وقت لاحاجتي الملحه بالفعل .. أنت قاحلٌ يا أخي .. قاحلٌ جداً , وثرثرتك اللا منتهيه لا تعني بأنك مملوء ما عدا بالهراء , أن تكون خاوياً لهذا الحد ومثير للإشمئزاز وفعال في إتلاف الأعصاب يحفزني بما يكفي لشنّ الحرب عليك , قد كنت جبانة معك وأنا أوهم نفسي بأن هذا هو الصبر والإحتساب بعينه إلا أني سوف لن أجاريك منذ الآن حتى الأبد فلابُد مما ليس منه بدّ .. والسلام .


- لٍِ صديقي الوهمي مع التحية

السبت، 15 يناير 2011

وقل ربِ ارحمهما كما ربياني صغيرا




لو أن أمهاتنا يملكننا ملكية خاصة ويتأبطننا كلما راحوا وأتوا ,
 لا نتمرد عليهم ولا نتبجح بكوننا أحراراً , لا حرية مع والدينا ,
لو نستشعر فضلهم الفائض علينا , لو نستوعب جيداً كوننا لهم قبل أن نكون لنا , هم أغلى من أن نمارس لعبة الكرامة معهم ,
 لو نود لأنفسنا أن يكون أبنائنا كما يود آبائنا أن نكون معهم ,
لو تفهمنا كل ما تقتضيه الأمومة لقمنا بتهذيب سواعدنا كفيونكة على أعناقهم وما فككناها أبدا.

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

لا أحد يندسّ بيني وبيني !



 
  -  أحاول أن أخبرك بأني كلٌّ لا يتجزأ ! وأنّ علاقتي وطيدةٌ بي , ووفيّة كصديق طفولة حميم , وأن ليس ثمة فجوة ولو طفيفة بيننا تسمح لنميمة دنيئة بأن تعبر من خلالها , وأن لا أحد قادر على زعزعة ثقتنا فيما بيننا عبثاً إزدادت الألسن طولاً والقلوب ضغائناً ! 

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

دهشة القراءة ..


تلك العقول الواعية التي تقرأ وإن لم تكن تحب أن تقرأ , هي تدرك أنها تجني معلوماتياً أضعاف ما يجنيه الكتّاب أنفسهم , أنها تستخلص نبغهم فتنبغ فوقه ! 

تعرف ماذا يعني أن تتحصل حصيلة أحد ؟ أن تستلم نتاج تجاربه كلها ؟ أن تأخذه منقحاً وفير الإفادة ؟ 

 ذاته أن تضيف إلى عمرك أعماراً مديدة .

الأحد، 14 نوفمبر 2010

لا يوجد ليل كافِ ليغمر كلّ الأعين !


جعل الله الليل لباساً والنهار معاشاً , فقلب عباده الآيه علناً !
والفتوى التي كانت أمي تعلمنا إياها بعد أن ورثتها من أمها : السهر حرام ! , لم نعد نحترمها وكذلك أمي وأمها !
ومع إنخفاض منسوب الطاقه في الأجساد ليلاً .. نقضيه أشبه بالنيام .. وننام قبيل الفجر بهنيهه بأمر من العفارته الخاصه بنا !
زياراتنا ليلية , طعامنا ليليّ , قرائتنا ليليّة , أوج نشاطاتنا الباليه ليليّة , نصحو .. ووجوهنا تحييّ بعضها البعض بصباح الليل ..  فننام أخرى .. فاغرين!  

الخميس، 11 نوفمبر 2010

في عِدادِ النــــــائمين ..




كنزة واحدة أضعها في حقيبة السفر وأفقد صبري في المتابعة , وأسترخي على الأريكة , وأنام 
جملة واحدة أكتبها في  دفتري فأنسى ما أردت قوله , وأستلقي على ظهري فيغشاني النعاس فأكون قد نمت .
فنجان شاي واحد ,أرتشفه ولا أدرك مرارته إلا  بعد أن أنتهي منه فأنظر لوعاء السكر بوهن وتداهمني إغماضه وأنام .
أتهندم , وأسرح شعري ,أتأهب للخروج , أتجاوز الممر المؤدي للخارج , ألتفت , أقذف بالحقيبة جانباً وأعود لأنام فقط .
صفحة واحدة من رواية كانت بالنسبة لي مؤجلة لإعطائها حقها والامتثال التام بين يديها ,فأغفو وأنا أحاول استيعاب آخر السطر .
أزور عيادة الأسنان في تمام الواحدة , أصف حالتي للدكتور , أفغر فاي باتساع وأنام .
أصغي لآيات الله , آيه واحدة أخشع معها بنجاح وأغوص تدريجياً بسكينة في النوم .
أتحدث مع أحدهم بحديث لا أسمعه , وأهذي , أسند رأسي على ذراعي وأبتسم وأهيم بنومي فجأة .

إجازة قصيرة بدأت للتوّ, وأنا في عداد النائمين !

السبت، 30 أكتوبر 2010

على شفا جرف بحجة اللعب !

              ليست المرة الأولى التي أمتطي بها لعبه خطِره .. أعترف بأني هجرت اللعب لفتره ليست بالقصيرة .. لكني لم أتكهّن أبداً بأني سأخاف يوماً من تلك اللعب التي طالما آمنت بسذاجتها !
هناك الكثير من الإرشادات التي تحدد من يستطيع اللعب ومن لا يجب عليه ومن لا يستحب له . إضافة إلى صراخهم في وجوهنا بينما نحن نستقر في مقاعدنا نتأهب للإنطلاق :الخوّاف ينزل ! , اللي فيه دوخه لا يركب ! لو تموتون ما وقفناها بعد التشغيل إلا إذا خلص وقتها!
أتشرّب السلبية في تحذيراتهم وأسحب نفساً طويلاً يجعل من خوله ومَعين يحدقن فيّ بتوجس .
, إختارتا الجلوس في الموقع الأكثر خطوره ورعبا لتثبتان أنهما أكثر شجاعة وبطولة .
تتوافد الأفواج على المقاعد البطوليه وتبقى الآمنه فارغه !
كنت أغوص بين رفيقتاي وأستحضر صورة أختي في ذهني , بكائها في منتصف ذات اللعبة التي ستلعب بي الآن , إرتعاد قدميها وتحريمها عليها اللعب مرة أخرى متذرعة بالتهلكه .
حسناً لو لم أجد حزام الأمان الجماعي مهترئ وآيل للسقوط لما وجدت مدعاة للخوف أصلاً . بمجرد أن بدأنا التحرك بدأت أفقد الإحساس بقلبي , أسارع لإنعاشه كلما حاولت الخردة اللعينه إقتلاعي وحمي وطيسها , تدريجياً أحسست بالهشاشة ومع إستمرار إصطدامي بالهواء المندفع من كافة الإتجاهات بقوة وتداعي حزام الأمان تحت ثقل الأجساد الوجِله ودّعت نفسي وطبعت في الهواء قبلة إرتدت على جبيني .. فعلاً شعرت بي كالريشة التي لا تملك خاصية التحكم وتترنح بيأس .. كنت أحاول إخفاء خوفي حتى عليّ , فانتهكت الوقت بالحديث وإبداء الإقتراحات حول المنتجع الذي يتوارى في الأسفل ويداي الشبحيّه تحاول عبثاً التشبث بشيء تقتنع فيه وتركن إليه !
تجربه سليمه رغم وحشيتها .. لكني أجزم بأن هذه القطع المتدليه في السماء وذاك المجهول الخاطف للأرواح , وجبرية تحويلنا إلى بهلوان .. لا تحمل أي إحترام لحُرمتنا وتستهر بالنفس البشرية علناً وباغتصاب إرادتنا !





الخميس، 28 أكتوبر 2010


                كنا نمضغ الملل ونلوكه ونبصقه في وجوه بعضنا البعض على هيئة مشادّات كلاميه وربما صحبها تكشيرة  , وفي لحظة صفاء .. أخبرتني بشبح ابتسامه أنها وشوشو كانتا يستغلان وقت الفراغ بالصف ّ بحيث يبدو مملوءاً !
قالت : تختار إحدانا كلمة , فنبني بها فكرة أو نكتب بها نصا ً وما إن ننتهي نتلو ما كتبنا ..  يشعرنا هذا بالإنجاز بطريقةٍ ما!

رمتني بدفتر وقلم وكنت في غنى عنهما وأنا أحضِن حاسوبي الذي يحوي مفكرتي , إنتظرتها لتعلن عن كلمة ! فاختارت : طير !
واجهت صعوبه في البدايه لأني لا أرضى لنفسي الكتابه بشكل عادي وأبحث مطوّلاً عن شيء مدهش !
رمقتني وهي منهمكه في الكتابه وقالت بلطف : ليس بالضرورة أن تكون طير , هناك تصريفات كثيره لها إختاري منها ما شئتِ  ..

إنتهينا فقرَأت هيَ بحماس ولم تنتظر لتراني أستلطف ما كتبت وصرخت فيّ : دورك !

فقرأت أنا :

- أجزم بأن القلوب إذا تطايرت ربما على أظهر اللقالق المهاجره , ستأبى العودة . بمجرد أن تحطّ غريبةً تقلب كفيها على ما ألقت وتخلّت , أقول أن البعد حلّ أكيد لمن آثَرَ النسيان  على مشقة الذكريات العالقه والتي تمنح الرأس ثقلاً عجيباً وإنهاكاً , ثمةَ منحنون للشوق ليباركهم الشوق ذلك الذي يجزعون إليه ..  

لا حاجة لتخبرني أنها لم تفهم لأني وبنظره واحده إلى وجهها أستطيع التأكد من ذلك بنفسي ,
أحاول دائماً عندما أريد أن أكتب الإختصار بشدة مما يؤدي إلى غياب ما أعني , لا أستسيغ إضفاء الشروحات ولو في كلمات بسيطة مما يجعلني معقده وصعبه تقريباً أو ربما لا يجب أن أقيس مهارتي على جمهوري هذا! 

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

دمّرتنا المرآة !



  حينَ تنعدمْ المرآة !!
 ويصبحُ العالمُ أعمى ...
 ستختفي عللُ الكثيرين ,
 وسيشقون طريقهم.. بثقةٍ  ..
وإنتاجٍ أكبر ..
لأنهم ..
إن أبصروا كينونتهم ..
 قد يُحبطوا ..
 وقد يغترّوا !!

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة